(3) :خاتمة
هذا كتاب في هجاء التألم من الألم، ومديح للقوى الخفية في الإنسان، واستنهاضها لتعينه على مواجهة قدره، فردياً كان أو جماعياً، ثقافياً كان أو سياسياً،ولعل أهم ما ينطوي عليه العمل ، هو ما يوحي بالمشابهة بين المرض الفردي الصحي المزمن الذي يعانيه " المغزول"، وبين أمراض الفقر والجوع والقهر والتخلف التي ينؤ تحت أثقالها ، عالمنا العربي الكبير.
ولعل قدرة "زاهر" وإرادته على تحويل الضعف إلى قوة، هي بنية المعادل الرمزي المتخفية في قاع النص، والتي تنبهنا إلى أهمية الاعتداد بالذات، والثقة في النفس، ومقاومة الأمراض العديدة التي تتغلغل في أبداننا , و أفكارنا , وأوطاننا.
إنه كتاب ، وحكمة معاً...ً
كتاب في كتابة الألم ، يحتاجه المرضى ليتعلموا كيفية مواجهة المرض والتغلّب عليه، وما أحرانا بتوفيره لنزلاء المستشفيات والسجون معاً، ليعيدوا اكتشاف تلك القوى الكامنة في كل إنسان، والقادرة على الاحتمال، والنظر بعين باسمة إلى حياة أكثر عدالة، وحرية ، و عافية و بهاء.
وهو حكمة أيضاً ، في بعده الرمزي المحرض على زرع ثقافة التفاؤل والأمل ،ليس في الأجساد المتعبة و القلوب الكليلة وحسب، وإنما في الأوطان المنهكة ، والشعوب المقهورة، لتكتشف مكامن قوى المقاومة فيها، و مقدرتها على حب الحياة، وصنعها أيضاً!
الظهران 1/12/2005
علي الدميني
من أسرة
أصدقاء الإبداع
أصدقاء عبد العزيز مشري