قصتين من القران الكريم

*** أنقل لكم قصّتين وردتا في القرآ ن الكريم ،، وقد حصلتا مع والد وولده ،، وهما من أنبياء الله ، حيث جمعا بين النبوّة الطاهرة المباركة والملك العادل الحكيم ،،، وما أجمل الدين والدنيا إذا إجتمعا مع التقوى والإخلاص..
### << الحادثة الأولى >> :
في إحدى الليالي دخلت غنم أحد الناس إلى كرم ( بستان من شجر العنب) ، فرعته وأكلت شجره بالكلّية .. ولم يكن صاحب الغنم
يريد الضرر لصاحب البستان ، بل إن غنمه تسلّلت اليه أثناء نومه .. وكإن صاحب الكرم ينتظر ذلك الموسم السنوي وهو نضوج العنب عنده ليبيعه ويعيش هو وأسرته من ثمنه طوال العام .. ولكن وبدخول الغنم اليه فقد خسر كل ما يملكه من رزق .. أي أن كلا الطرفين كان بريئا مما حصل ..
ولهذا تحاكموا إلى نبي الله ، الملك داود عليه السلام ،
>>> فحكم لصاحب الكرم بقيمة خسائره .. وطبعا كان حكمه منطقي وعادل...
فلما خرجوا من عند داود عليه السلام مرّوا على إبنه سليمان عليه السلام ،
""" فقال مستفهما‏:‏ (( بما حكم لكم نبي الله )) ‏؟‏
""" فقالوا‏:‏ بكذا وكذا‏ .. أي بقيمة الخسائر الحاصلة من الغنم..‏
""" فقال‏:‏ (( أما لو كنت أنا لما حكمت إلاّ بتسليم الغنم إلى أصحاب الكرم، فيستغلّونها نتاجا ، ودرّاً (وهو الحليب وما ينتج منه) ، حتى يصلح أصحاب الغنم كرم أولئك ويردّوه إلى ما كان عليه، ثم يتسلّموا غنمهم‏
( وبهذا لا يشعر كلا الطرفين بثقل الحمل عليه لوحده) )).‏
>>> فبلغ داود عليه السلام ذلك ،،، فإستحسنه وعاد فحكم به‏ .‏
***********************************
### << الحادثة الثانية >> :
*** عن أبي هريرة قال‏؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏بينما امرأتان معهما ابناهما ، إذ عدا الذئب ، فأخذ ابن إحداهما .. فتنازعتا في (الإبن) الآخر‏ ..‏
""" فقالت الكبرى‏:‏ إنما ذهب بإبنك‏.‏.
""" وقالت الصغرى‏:‏ بل إنما ذهب بإبنك‏.‏.
>>> فتحاكمتا إلى داود ،، فحكم به للكبرى ..
>>> فخرجتا على سليمان
** فقال‏:‏ ((ائتوني بالسكّين أشقّه نصفين ،، لكل واحدة منكما نصفه))..
""" فقالت الصغرى‏:‏ لا تفعل يرحمك الله هو ابنها !!!
** فقضى (سليمان) به لها (أي للصغرى) . ‏)‏‏)‏‏.‏ رواه الصحيحين..
وأعجب داوود بنباهة ولده سليمان وأقرّه فيما قضى به..
###################################
#==> لقد لفت إنتباهي ذلك الإحترام الكبير بين الوالد وولده ..
#==> ولفت إنتباهي أيضا تقدير الأب لأقوال وأفعال الإبن الصائبة الحكيمة،، وتبنّيه لها مع تراجعه عن أحكامه من الحسن إلى الأحسن..
#==> ثم إني لاحظت بأن الإبن الموهوب والمميّز ، كان يجلس في مكان قريب من ابيه ،، ولم يكن يجلس معه في نفس مجلس الحكم ، حتى لا يضايقه في كثرة إعتراضاته وآرائه الجميلة الخارقة،، والتي لا يمكنه السكوت عنها لأنه كان يراها ظلما للآخرين من وجهة نظره.
#==> واللافت للإنتباه فإن الأب لم يكن يعترض على تلك التصرّفات ،، بل كان يسرّ بمداخلات ولده الحكيمة ويشجّعه عليها..
#==> وكلاهما كان يريد مساعدة عباد الله وإنصافهم من الظلم ، وحلّ مشاكلهم اليومية التي لا يخلوا أي مجتمع منها .

وتقبّلوا جميل تحياتي

منقول